تحت ضوء القمر أمضيت الليلة وأنا أقلب بين شظايا ذاكرة منسية عن تلك الطفلة التي كانت تسكنني..أصابني الإعياء وهدت الخيبة ذاتي...وماعثرت إلا على رداء بالي من أثر السنون..وعن بقايا طفولة منكسرة...
نزلت دمعة حارقة على خدي تاركة وراءها حنينا للماضي القريب البعيد..وحنينا آخر إلى براءة طفولية وذكريات وابتسامة...
"كفاك أحلاما ,عودي إلى الواقع"جملة لا يكف صوت خفي بداخلي عن ترديدها بنبرة رهيبة
جملة كالصفعة توقظني من حلم جميل وتطن في أذني كلما اشتقت إلى الأيام الماضية..كلما غنيت بصوت خافت نشيد الطفولة "دب الحلزون"...وكلما اشتقت إلى صنع دمية من القصب بيدي الصغيرة...
كم أشتاق إلى طفلة تركض بين الحقول الخضراء تطارد الفراشات وتراقب مملكة النمل العجيبة...
طفلة لايهمها شئ عدا نسيان متابعة حلقة من حلقات"سالي" ..
كم أحب ذلك العالم الجميل البسيط!
وكم أعشق السفر إليه كلما ضاق صدري وضقت ذرعا بمحيطي وواقعي.
كم أحن للرجوع خطوات للوراء لاعيش مرة أخرى طفولتي واملأ ثغراتها وأقيس بها سعادتي...
ليت كل الأحلام تتحقق
مسحت دمعتي بيدي المرتعشة واستسلمت لنومي وكلي أمل أن أجد الطفلة الضائعة مني في مقطع من مقاطع حلمي...